لشريعة عدل الله----------
جاء هذا الإسلام للرجال وللنساء معاً، ولذلك لا يتصور في هذا الدين أن يحيف على النساء كما يتقوَّل المتقوِّلون ويتخرَّص المتخرِّصون، ليست هذه الشريعة من وضع الرجال حتى يجوروا على النساء، إنما صاحب هذه الشريعة هو خالق الزوجين الذكر والأنثى، هو رب الجنسين، فلا يُعقل أن يجور على أحدهما لحساب الآخر، وهو الحكم العدل من أسماءه أنه العدل فلابد أن تكون شريعته ممثلة لعدله عز وجل، الشريعة عدل الله سبحانه وتعالى في الأرض، ومن هنا يكون خطأ الذين يظنون أن الإسلام جار على المرأة في بعض القضايا، هناك أناس يشوِّشون على هذا الدين وعلى هذه الشريعة، ويقولون أن الإسلام جعل المرأة نصف الرجل في عدة قضايا، جعلها نصف الرجل في الميراث وجعلها نصف الرجل في الشهادة، وجعلها نصف الرجل في الدية فهذه هي قيمة المرأة في الإسلام، ونقول لهؤلاء إن الإسلام جعل المرأة مساوية للرجل في أصل الإنسانية وفي الكرامة الإنسانية (ولقد كرمنا بني آدم) وفي المسؤولية العامة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها" قرر المساواة في المسؤولية في العمل وفي الجزاء وفي المصير، لكنه خالف بينهما في بعض الأشياء، لأن هذا هو العدل لأنهما مختلفان في التكوين مختلفان في الوظيفة، لا يمكن أن نقول أن المرأة هي نفس الرجل في تكوينه، جسم المرأة غير جسم الرجل، المرأة أعدت لوظيفة، أعدت للأمومة ولهذا هيأ الله لها ما يجعلها تقوم بهذا الأمر خير قيام، علماء الغرب في عصرنا هذا أنكروا على الحضارة الغربية وعلى الفلسفة الغربية والثقافة الغربية أنها تعامل الجنسين معاملة واحدة، في التعليم والعمل، وهما مختلفان فطرة وتكويناً، هكذا قال الدكتور "أليكسيس كاريل" في كتابه "الإنسان ذلك المجهول" أنكر على الغربيين أنهم يجعلون المرأة كالرجل في كل شيء وقال هذا الرجل "إن هذا تدمير للعلاقات وتدمير للوظائف وظلم للمرأة أن تُحمَّل ما يُحمَّل الرجل وعليها من الأعباء ما ليس على الرجل، القرآن والإسلام حين فرق بين الرجل والمرأة في بعض الأحكام لم يُرِد ظلم المرأة إنما أراد إنصافها.