اغتصاب مفبرك والضحية سكرتيرة
تقول الحكاية: إنه بعد مرور أسبوع على عملها جاءت المشرفة (ك) وقالت لها: إن المعلم يريد أن يراك في الأيام القادمة لأنه يحب أن يتعرّف على كل موظفيه وشغيلته عن قرب، ثم مضت الأيام والأيام وعادت (ك) الى الفتاة (ر) وقالت لها: إن المعلم بانتظارك وعليك ألا تزعجيه أبداً لأنه عصبي، وكريم في الوقت ذاته، وبقدر ما كان مبسوطاً منك بقدر ما ترتاحين في عملك وتترقين..
أخذت (ر) هذا الكلام بحسن نية، وفعلاً وقفت أمام المرآة كثيراً لأنها تريد أن تحافظ على لقمة العيش، وهي ما صدّقت أن تجد عملاً تعيش منه بكرامة وتساعد أهلها.. وبعد أن حضّرت نفسها كما نصحتها (ك) وذهبت الى مكتب المعلم الذي لاتعرف عنه أي شيء سوى أنه أبو فلان.. دخلت مكتب الاستقبال.. ومرّت ربع ساعة.. ثم نصف ساعة.. ثم رن الجرس، وبعد ذلك قالت لها السكرتيرة: إن المعلم لايستطيع لقاءك لأنه طرأ عنده عمل مهم.
خرجت (ر) فرحة، وحزينة.. فرحة لأنها كانت مرتبكة وخائفة لأنها المرة الأولى التي سوف ترى فيها ربّ عملها.. وحزينة لأنها كانت تريد كلمة تأكيد بأنها تعمل بشكل جيد من مدير المحل الذي سمعت عنه الكثير من الحكايا التي تسرّ وتُبكي.. بعدها سافر المعلم الى تركيا.. وعاد، وعندما عاد كانت كل عاملة أو موظفة تذهب وتسلّم عليه وتقول له (الحمد لله على السلامة).. غير أن (ر) لم تذهب، لأنها أولاً لاتعرفه وهو لم يطلبها بعد.. ولأنها لايهمها من المعمل سوى أنها تعمل وتقبض أجرتها آخر الشهر.. قارب الشهر الثالث على النهاية.. فقال لها المحاسب: عليك مراجعة الإدارة.. لأن راتبك.. أو الاذن بصرف راتبك لم يأت بعد.. فقالت له: أين الإدارة.. فقال لها: المدير.
ذهبت الى السكرتيرة فقصت عليها ما جرى.. فقالت لها: اذهبي الى عملك وسوف أخبر المعلم بما جرى وإذا طلبك سوف أخبرك..
مرّت ثلاثة أيام في الشهر الجديد و(ر) تأخذها السكرتيرة ثم تعتذر منها..
أخيراً دخلت (ر) مكتب المدير، حيث تفاجأت ان المدير بعمرها أو يزيدها بقليل.. أهلاً (ر).. كيف حالك.. وأخبرها كل شيء عنها وعن أهلها وإخوتها ودراستها.. وكل كلمة نطقتهامنذ بداية عملها.. وقفت (ر) مسمرة في مكانها مذهولة لما سمعت.. ثم قال لها المدير: أنا مبسوط منك لأنك كثيرة العمل قليلة الثرثرة والاختلاط مع زميلاتك.. احذريهن إنهن كثيرات الكلام وطويلات اللسان.. إذا أردت أن تستمري في العمل
عندي.. عليك ألا تري.. ولاتسمعي.. ولا تتكلمي.. وأن تنفذي كل ما أريده بصمت.. ولكي أؤكد لك أنني راض عليك وسوف أرضى عليك أكثر في الأيام القادمة.. صرفت راتبك زائد مكافأة كي تشتري لك ثياباً جميلة وعبوة بارفان..
أخذت (ر) الراتب ولكن قبل أن تأخذه أمسك المدير يدها ووضعها بين يديه وقال لها: إذا سمعت من أحد أنك أخذت مني زيادة أو تفوهت بكلمة، اعتبري نفسك مسرّحة.
أخذت الراتب والزيادة وقال لها: سوف أرى نتيجة الزيادة عليك في الأيام القادمة.. أريدك أكثر أناقة وجمالاً عند المقابلة الثانية.
مرّت الأيام، ثم طلبها المدير مرة أخرى.. ولكن هذه المرة دخلت فوراً، وقال لها: أنا أعرف واقعك جيداً.. وأنت جميلة وأنيقة وشخصية قوية.. انعزالية.. وأنا أريد سكرتيرة مثلك كي ترتقي بالمكتب وأريد منك أن تجسي نبض أهلك، هل يسمحون لك بالسفر خارج القطر.. وهذه مكافأة جديدة كي تشتري ثياباً جديدة.. و.... و...
أخذت المكافأة بعد تردد منها وإصرار من المدير كي يرضى.. بعد أيام طلبها المدير وقال لها: كيف كان الرد حول جواز السفر، والسفر بمرافقة وفد معلمنا.. فقالت له: إن أهلها رفضوا ذلك لأنهم أسرة على قد حالها، ومحافظة.
عندما سمع المدير هذا الكلام.. نهرهاوقال لها: اذهبي الى عملك، أنت فقرية لاتستحقين شيئاً.. كان الشهر في أواخره.. ودخل اليوم الأول والثاني والخامس ولم تقبض.. سمعت من زميلاتها أنه تم تسريح البعض لانتهاء الموسم.. ذهبت الى الإدارة للاستفسار.. دخلت الى المدير الشاب.. فقال لها: 95% سوف نستغني عن جهودك.. وبعد الأخذ والرد قال لها: أنت فتاة جميلة ولديك
حضور جميل ومميز، ولكن غبية، لاتعرفين كيف تحافظين على المكافآت.. لماذا لاتأتين الى المكتب وتداومين دوامين براتب متميز..
رفضت (ر) العرض.. وخاصة في الدوام المسائي.. ولكن إذا كان ولابد فسوف أقبل بالدوام الصباحي.. فقبل المدير العرض مبدئياً..
استلمت(ر) الدوام الجديد وأصبحت على تماس مباشر مع المدير الشاب الذي بدأ يسمعها في «الرايحة والجاية» كلمات الإعجاب والغزل والود.. وأصبح يطلب منها أن تجالسه في مكتبه.. وبدأ يعرض عليها أن تتناول معه الغداء في مكان آخر وليكن عاماً.. وعندما رفضت خشية أن يراها أحد من ذويها أو أقاربها بدأ يطلب الطعام الى المكتب عند رغبتها.
كانت (ر) تتصرف بحسن نية، بينما كان المدير يتصرف للوصول الى غاية كما تقول (ر)، وفي ذات ليلة طلب منها التأخر في الدوام لأن وفداً تركياً سوف يزور المنشأة، ومن الضروري أن تكون موجودة.
قبلت (ر) ولكن على مضض من جهة وخوفاً من مديرها الشاب الذي بدأت تخشى نظراته ومحاولات لمسها بين الحين والآخر.. وبينما كانت تنتظر وصول الوفد حيث قاربت الساعة الخامسة مساء خرج المدير مخبراً إياها بأنه خارج لأمر طارئ وإذا تأخر فلها أن تذهب الى بيتها.
وبعد خروج المدير بساعة.. قرع الجرس.. وعندما فتحت الباب دخل اثنان مقنّعان كما عينيها وفمها وحقنوها إبرة، وعندما استيقظت الساعة السابعة شعرت أنه قد اعتدي عليها.. وفور ذلك اتصلت بالمدير الذي حضر على الفور وأخبرته بما جرى وأنها تنوي إخبار الأمن الجنائي بما جرى حيث طلب منها التريث وبأنه سوف يأخذ حقها وأنه سوف يرضيها وسوف يعالج الأمر دون شوشرة وأن انتشار الأمر سوف يسيء إليها والى المعمل والشركة.. وفعلاً أخبرت الأمن الجنائي حيث قبض على المشتبه بهم ومن بينهم المدير، وتم التحقيق معهم جميعاً وقدّم الجميع الى القضاء لينالوا حسابهم العادل.