الحب الرومانسي مع عوامل أخرى يمكن أن يقيم زواجاً ناجحاً، لكنه بمفرده لا يقيم الزواج الناضج.
إنها الرغبة في اكتشاف قارة المستقبل المجهولة.
إنه الاندفاع إلى عالم غير محدد الملامح، لكنه بالتأكيد عالم جميل.
الرغبة في اكتشاف قارة المستقبل تجد نفسها أمام نموذج واضح للتعبير عن هذا المستقبل. إنه الزواج. فالشاب والفتاة يتطلعان إلى علاقة زواج أكثر مثالية من هذا الزواج المثالي الذي رأياه. إن علاقة الزواج بين الأب والأم مهما كان فيها من مشاكل، فهي علاقة مثالية في نظر الشاب أو الفتاة.
لقد كشف لنا كل من علم النفس والطب النفسي أن كل ما يحلم به الطفل سيكون له تأثير فعال على سلوكه في بقية حياته كلها.
وتحلم الفتاة بشاب مثالي يبني معها البيت الدافئ، لكن الأمر الواقع يتجسد في أن الفتاة تختار شبيهاً للأب بشكل أو بآخر.
وكافة شعوب الأرض تعرف الهيام الرومانسي في فترة المراهقة.
فليس هناك مجتمع دون قصة تقدس الهيام الرومانسي: عند العرب قيس وليلى، وعند الإنجليز ((روميو وجولييت))، وعند الروس قصة ((الحب الأول)) لتورجنيف، وعند الفرنسيين ((غادة الكاميليا)).
يعتبر التفاؤل سرا من أسرار الحياة الجميلة والسعيدة فلكي نحيا حياة هانئة ونستمتع بكل ما هو حولنا من مظاهر معيشة مختلفة .. يجب علينا أولا أن نحب ما هو موجود ونأمل لما هو غير موجود بمعنى أننا يجب أن نستمتع بما حولنا
سواء كان في ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو العلمية .. وألا نجعل من المشاكل والمعوقات هاجسا يعيق سعادتنا .. أو شبحا يطاردنا .. و ينغص علينا ما نعيشه من ساعات وأيام قد لا تعود ، ونحن قطعا لا نستطيع أن نتمتع فعلا بعالم هانئ كهذا الذي نطمح أليه مالك نتسلح بالسلاح الذي يجعلنا نواصل الحياة بروح مشرقة ومترقبة لما هو قادم من أحداث ومفاجآت . تلك المتغيرات أن لا شئ يدوم وأن الحزن لابد أن ينتهي إلى مرحلة السعادة والحظ الوفير فلولا ذلك التعاقب لأصبحت الحياة رتيبة مملة .. ولا تطاق ولما أحسسنا أصلا بطعم السعادة ولا بحرقة الشفاء ليس المهم أن تتعلم بأن الحياة تحوي من الأوقات السعيدة بنفس ما تحويه من أوقات الشقاء والحزن ولكن المهم أن نتعلم كيف نرى الأمل من شقوق وزوايا الأيام الصعبة وكيف تترقب السعادة في أحلك أيامنا وأيضا أن نتعلم كيف نصارع حزنا وألما علينا أن نتعلم جيدا أن دوام الحال من المحال سواء كانت حالة سعادة أم شقاء فهو قطعا لن يدوم .. ، بل سيزول وتزول معه
ضبابية وغيوم الحزن والأسى والأيام الصعبة لتشرق شمس السعادة التي لولا التفاؤل لما كانت لتشرق أبدا