مصــرُ الحبيبـــة
عرفتُ نيلـَكِ دفـّاقاً بشرْيَـاني
وأنتِ يامصرُ والتاريخُ صُنوان ِ
حبيبة َ القلب كمْ غصَّتْ بفرقتنا
تلك َالحناجرُ من وَجْدٍ وأحزان ِ
لحنُ العصافير في آفاق ِأغنيتي
من دوحةِ الشامِ كالآياتِ وافانيِ
يعانقُ النيلَ والأهرامَ مبتسماً
كما تعانقَ في الحبِّ الحبيبان ِ
كما تعانقَ في المجدِ الفراتان ِ
فنحنُ توأمُ روح ٍلا تـُفـرِّقـُنا
تلك المسافاتُ من ماءٍ وشطآن ِ
حبيبة َالقلب قد مزَّقتُ خارطتي
وقد محوتُ عن الأوراق ِألواني
وقد نصبتُ على الأمواج ِأشرعتي
وسرتُ نحوكِ في بحري وخُلجاني
أهفو إلى النيل كالولهان ِ منتشياً
وفي يديَّ أنـاجـيلي وقرآني
وفي فؤادي ترانيمي أرتـِّـلها
وفي عيوني نداءاتي وألحاني
سماعُ صوتكِ ياسمراءُ ذكـّـرني
ملاحمَ العشق ِ في قلبي وإيماني
يسري بعمقي وحالاتي وأوردتي
يشدو الجمال على أوتار صفوانِ
يا مصرُ يامعقلَ التاريخ أيُّ هوىً
شدا بقلبي وأوصالي ووجداني
مُدّي أقـانيمَـكِ الخضراءَ في أفقي
وعانقيني على مهدي وأوطاني
ثعالبُ الغربِ آفاقٌ ممزّقة ٌ
يُقبِّـلونَ يَدَ السفـَّاح ِ والجاني
ويفرحونَ لقتلِ الطفلِ كيفَ بدا
في كفـِّهِ حَجَرٌ في المـهدِ سِـيَّـان ِ
مصرُ الحبيبة ُ آمالي مُعلـَّقة ُ
ومنبرُ الـقـُدس ِ والأقصى أسيران ِ
وجيشُ شارونَ مازالتْ كتائبُهُ
تُدَنـِّسُ الأرضَ منْ قتلٍ وعُدوان ِ
مصرُ الحبيبةُ قدْ أطلقتُ أغنيتي
وقدْ عزمتُ على تطهير ِ جولاني